**جريمة تهزالقلوب: الغيرة القاتلة تحوّل فرحة الخطوبة إلى مأتم مروع**
في واقعة مأساوية جسّدت أقسى صور الغيرة المدمرة
وعواقبها الوخيمة، اهتزت عزبة القرشي بمركز الدلنجات بمحافظة البحيرة على وقع
جريمة قتل بشعة، ذهب ضحيتها شاب في مقتبل العمر كان يستعد للاحتفال بخطوبته،
ليتحول الحلم الوردي إلى كابوس مفزع ويُلطخ فستان الزفاف المنتظر بدماء بريئة.
![]() |
**جريمة تهزالقلوب: الغيرة القاتلة تحوّل فرحة الخطوبة إلى مأتم مروع** |
**خيوط الجريمة حب مهووس ورفض للقدر**
لم يكن حبه مجرد عاطفة عابرة، بل تحول إلى
تعلق شديد وصل حد الهوس، رافضًا التسليم بمنطق "القسمة والنصيب" أو
الاعتراف بحق الفتاة في اختيار شريك حياتها. ظل محمد، وفقًا للتحقيقات الأولية
وروايات مقربين، يلاحق حلمه بالارتباط بابنة عمه، متجاهلاً رفضها ورغبتها في
الارتباط بشخص آخر. وعندما تقدم شاب ثلاثيني لخطبتها رسميًا وبدأت مراسم الاستعداد
للفرح، شعر محمد بأن عالمه ينهار وأن حلمه الوحيد يتبدد أمامه.
- لم يستطع محمد التعامل مع هذا الرفض، فاستسلم لمشاعر الغيرة العمياء والحقد الذي تملّكه. وبدلاً من
- تقبل الواقع، بدأ عقله يرسم سيناريوهات شيطانية للتخلص من المنافس الذي اعتبره "سارقًا" لحلمه.
- تحول العشق المرفوض إلى وقود لنار الانتقام، وبدأ يخطط لجريمته بدقة، متربصًا بالضحية ومنتظرًا
- اللحظة المناسبة لتنفيذ مخططه الإجرامي.
**لحظة التنفيذ دهس متعمد تحت جنح الظلام**
.jpeg)
كان الشاب المجني عليه يغادر منزل خطيبته المستقبلية
(ابنة عم الجاني)، مستقلاً دراجته النارية عائدًا إلى منزله، محملاً بأحلام
وتطلعات لمستقبل مشرق. لم يكن يعلم أن عيون الغدر تراقبه وأن الموت ينتظره على بعد
خطوات.
- كان محمد يكمن له في مكان قريب، وما إن لمح ضحيته حتى انطلق بسيارته بسرعة جنونية
- مستخدمًا الأضواء العالية عمدًا لإرباك المجني عليه وحجب الرؤية عنه. وفي لحظات، صدم الدراجة
- النارية بقوة، مما أدى إلى سقوط الشاب أرضًا. لم يكتفِ الجاني بذلك، بل أكمل جريمته البشعة بأن
- عاد ودهس جسد الضحية أسفل عجلات سيارته، قاصدًا إزهاق روحه والتأكد من وفاته، في مشهد
- قاسٍ
وثقته كاميرات المراقبة الموجودة في محيط الحادث، والتي أصبحت لاحقًا دليل إدانة
رئيسيًا.
**صدمة وفاجعة من زغاريد الفرح إلى صرخات العويل**
.jpeg)
انتشر خبر الحادث كالنار في الهشيم، وسرعان ما تحولت أجواء الترقب السعيد لخطوبة الشاب الضحية إلى صدمة ورعب.
هرع الأهالي إلى
مكان الحادث ليجدوا مشهدًا مروعًا وجثة الشاب مضرجة بالدماء. وصلت سيارة الإسعاف
وسط حالة من الهلع والبكاء، لتنقل الجثمان إلى المستشفى، بينما انطلقت صرخات
النحيب والعويل من أفراد أسرته وأحبائه.
- كان منزل أسرة الفقيد، الذي كان يستعد لاستقبال المهنئين، قد تحول في لحظات إلى سرادق عزاء
- لاستقبال المعزين. وتوافد المئات من أهالي الدلنجات لتشييع جثمان الشاب، الذي عُرف بين الجميع
- بحسن خلقه وطيبته وسيرته الحسنة، وسط حالة من الحزن العميق والغضب من بشاعة الجريمة. أما
- العروس المكلومة، التي كانت تنتظر يوم خطوبتها بفارغ الصبر، فقد وجدت نفسها أمام نهاية
- مأساوية
لحلمها، وكأن دماء خطيبها قد لطخت فستان زفافها قبل أن ترتديه.
**تحرك أمني سريع وضبط الجاني**
.jpeg)
فور تلقي البلاغ بالحادث، وجه اللواء محمود أبو عمرة، مساعد وزير الداخلية لقطاع الأمن العام، بتشكيل فريق بحث على أعلى مستوى لكشف ملابسات الجريمة وضبط الجاني.
وبقيادة المقدم محمود هندي، رئيس وحدة البحث
الجنائي بمركز شرطة دمنهور، وبإشراف العميد مصطفى السعدني، مأمور المركز، تمكن
فريق البحث في وقت قياسي من تحديد هوية المشتبه به الرئيسي، وهو ابن عم خطيبة
المجني عليه.
- بناءً على الأدلة التي تم جمعها، وخاصة تسجيلات كاميرات المراقبة، تم استصدار إذن من النيابة
- العامة وضبط المتهم محمد. وبمواجهته بالأدلة والتحريات، انهار المتهم واعترف تفصيليًا بارتكاب
- الواقعة، مدفوعًا
بالغيرة ورفضه لزواج ابنة عمه من الضحية.
الختام
تمت إحالة المتهم إلى النيابة العامة التي باشرت
التحقيقات، ووجهت إليه تهمة القتل العمد مع سبق الإصرار والترصد، وهي جريمة تصل
عقوبتها إلى الإعدام. ولا تزال التحقيقات جارية لاستكمال كافة جوانب القضية قبل
إحالتها إلى المحكمة المختصة، لتترك هذه الجريمة البشعة ندبة غائرة في قلوب أهالي
الدلنجات وتكون شاهدًا على أن الغيرة العمياء قد تقود إلى أبشع النهايات.
